لكن على الرغم من نجاة التماسيح كل هذه الملايين من السنين، إلا أنها تواجه الآن خطراً أشد سوءاً اسمه الإنسان!
فهناك العديد من أنواع التماسيح المهددة بالانقراض اليوم بسبب جلدها، لأن
جلد التمساح هو أحد أفخم وأفضل أنواع الجلود في العالم، لدرجة أن سعره قد
يصل لأكثر من 50,000 دولار!! ما جعله مطمعاً للصيادين وتجار الجلود.
عادةً ما نستخدم مصطلح “يبكي بدموع التماسيح” للدلالة على خداع الشخص ونفاقه، فهل تعرفون ما سبب هذه التسمية؟
كانت الأساطير القديمة تقول أن التماسيح تبكي عندما تأكل البشر، والحقيقة
هي أن التماسيح تبكي بالفعل عندما تأكل! لكن ليس حزناً على ما تأكله، بل
لأسباب فسيولوجية اختلف العلماء في تحديدها، لكن أغلبهم اتفقوا على أنها
نتيجة اختلاط الهواء بالأملاح التي تفرزها الغدد الملحية في جسم التمساح
لتخرج من العين في صورة تشبه الدموع!
يحتاج
هذا الوحش الكاسر بعد كل وجبة من وجباته الدسمة إلى الحفاظ على أسنانه من
بقايا الطعام التي تبقى فيها، والتي يمكن أن تبقى لفترات طويلة لتضر
التمساح، لكن من بديع صنع الخالق -سبحانه وتعالى- أن جعل لهذا التمساح
طبيبه الخاص البارع الذي يُعرف باسم طائر الزقزاق:
يحوم
هذا الطائر في الأماكن التي تتواجد فيها التماسيح، وما أن ينتهي التمساح
من تناول وجبته حتى يفتح فمه ليقوم طبيبه الصغير بالوقوف على فكه السفلي
وتنظيف أسنانه ببراعة شديدة من بقايا الطعام، فيحصل الطائر على وجبة شهية،
ويحصل التمساح على أسنان نظيفة!
فمن عَلّم هذا التمساح أن لا يغلق فمه على طائر الزقزاق؟ ومن علم الطائر أن يقف على فم التمساح بهذه الجرأة وهو يعلم أنه لن يأكله؟!!
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه.